مستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية: أربعون عامًا من ريادة مستقبل طب الأطفال في كوريا
مستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية: أربعون عامًا من ريادة مستقبل طب الأطفال في كوريا
ￏ أول مستشفى جامعي متخصص بالأطفال في آسيا يعقد "الندوة الدولية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسه"
]الشكل 1[ التطور التاريخي لمستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية )1985–2025(
افتتح مستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية (برئاسة تشوي أون-هوا) أبوابه عام 1985 كأول مستشفى جامعي متخصص بالأطفال في آسيا. وقاد المستشفى تطوّر طب الأطفال في كوريا الجنوبية خلال الأربعين عامًا الماضية، ونما ليصبح واحدًا من أبرز مستشفيات الأطفال في آسيا. وفي الندوة الدولية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسه التي أُقيمت في قاعة CJ في الرابع والعشرين، استعرض المستشفى مسيرته خلال العقود الأربعة الماضية وبحث سبل التعاون من أجل أجيال المستقبل.
تمثّل الأربعون عامًا من تاريخ مستشفى الأطفال التابع لجامعة سيول الوطنية مسار تطوّر طب الأطفال في كوريا نفسها. عند افتتاحه عام 1985، كان مفهوم "مستشفى مخصّص للأطفال فقط" فكرة غير مألوفة ومع ذلك أسّس المستشفى منظومة متكاملة تربط بين التعليم والبحث والعلاج بشكل عضوي ليضع بذلك معيارًا جديدًا للرعاية الصحية للأطفال. وفي تسعينيات القرن الماضي، قام المستشفى بإدخال أجهزة طبية متخصّصة وبروتوكولات علاجية متقدمة، كما اعتمد نظامًا منهجيًا لتأهيل أطباء طب الأطفال والمراهقين مما رفع مستوى طب الأطفال في كوريا إلى مرحلة أعلى. أما في العقد الأول من الألفية، فقد أكمل المستشفى بناء نظام علاجي متكامل للأمراض المعقّدة والخطيرة مثل سرطانات الأطفال وأمراض القلب، وواصل تطوّره في مجالات العلاج المتقدّم مثل زراعة الأعضاء والتشخيص الدقيق. وفي العقد الثاني من الألفية، أسهم افتتاح مركز الأمراض النادرة، ورفع معدلات بقاء الأطفال الخدّج، وتشغيل برامج رعاية شمولية مثل طب الأطفال التلطيفي، ومبادرة "كومتل كوتسي (مركز الرعاية المتكاملة)"، ومركز الرعاية العاطفية في تعزيز نهج الرعاية الشاملة للأطفال المرضى. ومع دخول العقد الثالث، قدّم المستشفى نموذج رعاية جديدًا للأطفال المصابين بالأمراض الخطيرة وعائلاتهم من خلال إدخال أول علاج CAR-T مُصنّع داخل مستشفى في كوريا وافتتاح مركز نيكسيون للرعاية المتكاملة للأطفال. وفي عام 2025، حاز المستشفى اعترافًا عالميًا كبيرًا بعد أن اختارته مجلة "نيوزويك" الأمريكية كـ “أفضل مستشفى للأطفال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”، ليؤكد مكانته كمؤسسة طبية رائدة عالميًا.
]الشكل 2[ الحالة التشغيلية والطبية لمستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية
ييُدير مستشفى الأطفال التابع لجامعة سيول الوطنية 330 سريرًا حاليًا، بما في ذلك 40 سريرًا في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة و24 سريرًا في وحدة العناية المركزة للأطفال، إضافةً إلى 32 تخصصًا فرعيًا دقيقًا. ويستقبل المستشفى نحو 96 ألف مريض منوّم، ونحو 330 ألف زيارة للعيادات الخارجية سنويًا. كما يعتمد المستشفى على بنية تحتية جراحية تُعدّ من الأفضل في كوريا حيث يضم 10 غرف عمليات مخصّصة للأطفال، وغرفة لجراحة الروبوت، إضافة إلى فريق تخدير متخصص بطب الأطفال. وبفضل هذه القدرات، يُجري المستشفى أكثر من 10,000 عملية جراحية للأطفال سنويًا، بما في ذلك أكثر من 600 جراحة قلب و500 جراحة دماغ كل عام. وعبر أكثر من 330 ألف فحص تصويري سنويًا، يُشغّل المستشفى نظام رعاية متقدّم يتميز بالدقة العالية والتخصصية.
يبني مستشفى الأطفال التابع لجامعة سيول الوطنية شبكة بحث سريري على مستوى وطني من خلال برنامج الأمراض غير المشخّصة (UDP)، والمركز الداعم لأبحاث سرطان الأطفال والأمراض النادرة المموّل من مؤسسة لي غون-هي بهدف تطوير التشخيص الجيني للأمراض النادرة والمستعصية، وتعزيز بروتوكولات العلاج الموحدة وقواعد بيانات المرضى. كما أسهم المستشفى في تعزيز قدرات طب الأطفال في مختلف الدول عبر توفير برامج تدريبية ودورات عملية لـ421 كادر طبي من 18 دولة آسيوية. وإضافة إلى ذلك، يواصل المستشفى توسيع شبكته الطبية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال الأبحاث المشتركة وتبادل البرامج التعليمية مع مستشفيات أطفال رائدة في مدن مثل بوسطن وتورونتو وطوكيو.
انعقد هذا المؤتمر الدولي تحت عنوان "الدور المتغيّر لمستشفيات الأطفال" و"التعاون في مجال طب الأطفال والمراهقين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ". وشارك في الحدث خبراء من مؤسسات طبية عالمية رائدة مثل مستشفى بوسطن للأطفال، ومستشفى "سيك كيدز" في تورونتو، والمركز الوطني الياباني لصحة ونمو الطفل، ومستشفى هونغ كونغ للأطفال. وقد ناقش الخبراء تطوّر الرعاية المركزة للأطفال، وجراحات الزراعة، وعلاج سرطانات الأطفال، إضافة إلى اتجاهات التعاون الدولي في هذه المجالات. ومن خلال هذا المؤتمر، يستهدف مستشفى الأطفال التابع لجامعة سيول الوطنية تعزيز شبكات التعاون لطب الأطفال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وترسيخ دوره القيادي عالميًا في هذا المجال.
قالت تشوي أون-هوا مديرة مستشفى الأطفال "إنّه لقد قاد مستشفى الأطفال التابع لجامعة سيول الوطنية مسيرة التعليم والبحث والعلاج خلال الأربعين عامًا الماضية، ليس فقط في كوريا بل في منطقة آسيا بأكملها من أجل مستقبل صحي للأطفال". مضيفة "أنّه سنواصل دمج الطب الدقيق القائم على الذكاء الاصطناعي مع رعاية تتمحور حول الأسرة، لنوفر بيئة علاجية أفضل للأطفال في المستقبل".
]الصورة 2[ تلقي مديرة مستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية تشوي أون-هوا كلمة الافتتاح في الندوة الدولية
]الصورة 1[ مشهد عام من الندوة الدولية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس مستشفى الأطفال بجامعة سيول الوطنية