أول نجاح عملية زراعة رئة روبوتية في كوريا الجنوبية... إنجاز عالمي
نجاح مستشفى جامعة سيول الوطنية في أول عملية زراعة رئة روبوتية في كوريا الجنوبية… إنجاز عالمي
- زراعة الرئة الروبوتية العالية المستوى تقلص عبء المرضى من خلال تعاون الطواقم الطبية والتدخل الجراحي الحد الأدنى
- إثبات إمكانية زراعة الرئة الروبوتية حتى للمرضى الكوريين ذوي البنية الجسدية الصغيرة
[من يسار الصورة] البروفيسورة بارك سيمينا من قسم جراحة القلب والأوعية الدموية والصدر في مستشفى جامعة سيول، والمريض يونس بيونغ- سوب الذي خضع لعملية زراعة الرئة الروبوتية
أجرى مؤخرًا مستشفى جامعة سيول(المدير العام كيم يونغ-تاي) عملية زراعة رئة روبوتية بنجاح كأول مستشفى في كوريا الجنوبية وهي نادرة عالميًا. تُعتبر هذه العملية عملية عالية الصعوبة التي لا يمكن إجراؤها إلا في عدد قليل من المستشفيات حول العالم مثل مستشفى NYU Langone ومستشفى Cedars-Sinai ومستشفى Duke University ومستشفى Cleveland Clinic ومستشفى Vall d'Hebron, وقد أجرى مستشفى جامعة سيول هذه العملية بالجراحة الروبوتية الحد الأدنى التدخل مما سمح بإجراء زراعة رئة دقيقة وآمنة، ما أثار اهتمام المجتمع الطبي.
خصوصًا أنّ هذه الحالة تحمل أهمية كبيرة لأنها أثبتت نجاحًا في زراعة الرئة الروبوتية حتى للمرضى الكوريين ذوي الأجسام الصغيرة. عمومًا، تُعتبر زراعة الرئة الروبوتية تقنية مثالية لأجسام الغرب، حيث يكون الوصول إلى منطقة الجراحة أصعب في هياكل القفص الصدري الضيقة وتكون حركة ذراع الروبوت محدودة فكانت تُعد محاولة معقدة. لكن تجاوز مستشفى جامعة سيول هذه القيود باستخدام نظام الجراحة الروبوتية(دافينشي) وأثبت أنّ زراعة الرئة الروبوتية آمنة وفعالة حتى للأجسام الكورية أيضا.
المريض الذي خضع للعملية هو يونس بيونغ-سوب رجل يبلغ من العمر 66 عامًا وكان يعاني من صعوبة تنفس شديدة بسبب التليف الرئوي. التليف الرئوي هو مرض مزمن يؤدي إلى تصلب الأنسجة الرئوية وفقدان وظائفها تدريجيًا، وفي كثير من الأحيان يكون من الصعب الشفاء منه باستخدام العلاجات الدوائية أو العلاج بالأوكسجين فقط. كما أنّ أعراض المريض قد تفاقمت بسرعة حتى وصلت حالته إلى مرحلة لم تكن فيها أي علاجات فعالة سوى زراعة الرئة.
بعد التقييم الشامل لحالته, أجرى الفريق الطبي في مستشفى جامعة سيول الوطنية عملية زراعة رئة باستخدام الروبوت بنجاحٍ في 19 من الشهر الماضي. تم إجراء العملية من خلال شقوق صغيرة بين الأضلاع باستخدام ذراع الروبوت لإزالة الرئة التالفة، ثم زرع الرئة المتبرع بها بدقة واستغرقت العملية حوالي 8 ساعات. يتعافى المريض بسرعة لدرجة ما هو قادر على التنفس بشكل طبيعي دون الحاجة إلى الأوكسجين حاليًا.
قال سيد يون بيونغ-سوب إنّه "كنت أعاني من صعوبة في التنفس سابقًا، لكن الآن أصبحت قادرًا على ممارسة حياتي اليومية بدون الحاجة للأوكسجين وأشكر المتبرع الذي شاركني حياته العزيز والأطباء الذين أجروا عمليتي من أعماق القلب."
تتمتع زراعة الرئة الروبوتية بمزايا عديدة مثل صغر حجم الشقوق الجراحية، وانخفاض النزيف والألم, وسرعة التعافي السريعة مقارنةً بجراحة فتح الصدر التقليدية. يستخدم الجراحون تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد العالية الدقة لمعاينة المنطقة الجراحية، ويجري عمليات الاستئصال والخياطة المعقدة بالذراع الروبوتية الدقيقة. خاصةً أنّ الرئة تقع بالقرب من القلب والأوعية الدموية الرئيسية والأعضاء الحيوية الأخرى, مما يستدعي دقة عالية لإجراء العملية عليها وتحسن الجراحة الروبوتية تحسينًا كبيرًا في استقرار هذه العمليات وكفاءتها.
تمت هذه العملية بناءً على النظام التعاوني المتعدد التخصصات في مستشفى جامعة سيول. تعاون الخبراء من مختلف التخصصات مثل جراحة القلب والأوعية الدموية والصدر، وطب التخدير والألم، والتمريض الجراحي بطريقة عضوية وتعامل مع المتغيرات المختلفة بسرعة وبدقة والتي قد تحدث أثناء العملية.
قالت البروفيسورة بارك ساي-مي-نا(قسم جراحة القلب والأوعية الدموية والصدر) إنّ هذه العملية تُعد مثالًا مهمًا على كيفية تقليل عبء التعافي بالجراحة الروبوتية المنخفضة التدخل، بالإضافة إلى إثبات إمكانية إجراء عملية زراعة رئة دقيقة حتى للمرضى ذوي الأجسام الصغيرة.
استنادًا إلى هذا الإنجاز، يخطط مستشفى جامعة سيول الوطنية توسيع الجراحة الروبوتية بنشاط في المجالات الجراحية العالية المستوى وتقديم خيارات علاجية أكثر دقةً وأمانًا للمرضى، بينما يعزز مكانه كمؤسسة رائدة على مستوى العالم في مجال الجراحة الروبوتية.